الخميس، 3 مايو 2012

التنقيح المطّرد

قروب الجوف

الموقع     |     الرسائل     |     الإشتراك     |     طلب اعلان   |   اتصل بنا  

التنقيح المطّرد‎

نعم هناك كلمات أسهل من غيرها، وهناك كلمات تستسيغها الأذن أكثر من سواها، فتنطق بها الألسن، فيشيع استخدامها، وربما انزوى غيرها لقلة استخدامه فصار غريباً، أو قد يبدو أنه ليس من العربية. ومما قرأناه في كتب الأدب قول الشاعر صفي الدين الحلّي:
إنما الحيزبون والدردبيس ... والطخا والنقاخ والعلطبيس
لغة تنفر الأسماع منها ... حين تُروى وتشمئز النفوس
وَقَبيحٌ أَن يُذكَرَ النافِرُ الوَحــشِيَ مِنها وَيُترَكَ المَأنوسُ
أين قولي هذا كثيب قديم ... ومقالي عقنقل قدموس؟
والحلّي(نسبة إلى مدينة الحلّة في العراق) إنما عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين(675-750هـ)، أي بعد سقوط بغداد بيد المغول، وتدمير حضارتها على أيدي الغزاة الأعاجم، ويبدو أنه لاحظ ما أصاب اللغة العربية في تلك الفترة فنظم قصيدته التي اخترتُ منها الأبيات، وأشار فيها إلى بعض الألفاظ التي صارت لغة غريبة منفِّرة ودعا إلى استخدام المأنوس. وبالمناسبة فالحلّي هو الذي نظم بيتا لكل بحر من بحور الشعر، سُميت مفاتيح البحور، ليسهل حفظها على الطلاب ويميزها الشعراء، فللبحر البسيط مثلاً:
إن البسيط لديه يُبسط الأمل ... مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل
وقد أعلمني صديق أن مجمع اللغة العربية في دمشق أقر كلمة الشابكة للتعبير عن شبكة الإنترنت. وأظنه تعبير جميل، فما المانع من استخدامه؟
عندما لم تكن الشابكة موجودة ولا القنوات الفضائية كانت مصادر التلقي محدودة، فكان ضبط اللغة أسهل، ومازلت أذكر البرنامج الإذاعي: "لغتنا الجميلة". أما الآن فإذا لم تتخذ وزارات الإعلام العربية قراراً يمنع استخدام الألفاظ الدخيلة والمهجنة فلا ندري ما هي اللغة التي سيستخدمها أحفادنا.
وأخيراً وليس آخراً، فقد حدثني غير واحد، أنهم التقوا عرباً غير مسلمين يحفظون القرآن الكريم أو يجيدون قراءته، وذلك من أجل إتقان اللغة العربية. فهل في هذا درس؟
 
 

جميع الآراء و المشاركات والرسائل المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر المجموعة وادارتها  

 
 
 
لإرسال المشاركات  
 
لإلغاء الإشتراك  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق