الاثنين، 1 أغسطس 2011

من يشتري أمي

 

 
اضغط للاعلان معنا
اضغط للاعلان معنا اضغط للاعلان معنا
 
 
| المرسل  و  بريده | : أ.د. محمود نديم نحاس || nahasm@yahoo.com
| للتعليق على الرسالة : اضــغــط هـــنـــا
 

تقول القصة التي وصلتني بالبريد الإلكتروني: في ليلة زواجه وبالتحديد في أثناء الزفة, همست العروس في أذن العريس أن ينزل والدته من المنصة! فأخذ الميكروفون، وقال: "من يشتري أمي؟"، فذهل الحاضرون من كلامه! فرددها ثلاثاً وسط صمت واستغراب شديدين من الحضور، ثم قال: "أنا أشتري أمي"! والتفت إلى عروسه معلناً طلاقها منه، ثم أخذ أمه وغادر القاعة! وبعد أيام جاءه رجل وقال له "لن أجد رجلاً أفضل منك لابنتي"، وزوّجه ابنته دون أي تكاليف مالية.

 

كما شاهدت مقطعاً من فيلم عن رجل مسنّ يجلس بجانب ولده الشاب في حديقة المنزل. كان الشاب يقرأ في الصحيفة اليومية ، بينما كان الأب يشعر بالملل لأن ولده لا يكلمه ولا ينظر إليه. فحطّ طائر على الأرض أمامهما. فسأل الأب : ما هذا؟ فقال الشاب دون أن يلتفت: عصفور. وبعد قليل حطّ طائر آخر على الشجرة بجانبهما. فسأل الأب: ما هذا؟ فقال الشاب : عصفووووور. وبعد برهة حطّ طائر آخر على المقعد، فسأل الأب : ما هذا؟ فقال الشاب : قلت لك مرات إن هذا عصفور! ألا تريد أن تفهم؟ هل خرفتَ؟.

 

انهمرت دمعة من عين الأب ثم ترك مقعده ودخل البيت وعاد بعد دقائق ومعه دفتر قديم أعطاه لولده ليقرأ فيه، فأخذه الشاب الدفتر على مضض وبدأ يقرأ ما سطّرته يد والده عندما كان شاباً: اليوم بلغ عمر ولدي الأكبر ثلاث سنوات. خرجت معه إلى الحديقة. وكان كلما حطّ طائر على الأرض سألني: ما هذا؟ وأنا أقول له : عصفور يا بني. ويكرر ذلك كل مرة فهو يريدني أن ألاعبه وأدلعه. حتى بلغ عدد ما قلت له عصفور أكثر من عشرين مرة. وفي كل مرة أقولها له يكررها خلفي فآخذه وأضمّه وأقبّله، ولا أملّ من تكرارها فهو ريحانتي من الدنيا.

 

أدرك الشاب أن والده ما كان يسأله إلا ليلفت انتباهه إليه فلعله يترك الصحيفة ويحدثه، تماماً كما فعل الأب معه عندما كان صغيراً، حيث أعطاه كل اهتمامه ليجعل منه إنساناً مهماً في هذه الحياة. لقد جعل الله حب الوالدين لأولادهما من الأمور الغريزية التي فطر الناس عليها، ولا نجد أمراً للوالدين بالإحسان إلى أولادهما. أما الأمر المعاكس فليس من الغريزة، ولذا جاءت الأوامر تطلب منا الإحسان إلى الوالدين ، وتمنعنا أن نقول لأي منهما أقصر كلمة في اللغة ألا وهي كلمة (أفّ).

 

وقد يسأل سائل : لكننا نجد أناساً يبرّون والديهم برّاً عظيماً فكيف هذا؟ أقول بأن الأمور التي ليست في الفطرة تتطلب مجاهدة للنفس حتى يتم تطويعها، والموفق منا هو من جاهد نفسه على أعمال البر حتى صارت عنده أمراً طبيعياً، وصار بارّاً بوالديه. وكلنا قد قرأ قصصاً عجيبة في هذا الشأن. فاللهم وفقنا لننجح في اختبارات الدنيا لنفوز بالآخرة.

 
   
 
ارسل رسالة لكل الاعضاء |  n-ar-love@hotmail.com  || n-ar@googlegroups.com || jouff@googlegroups.com جميع الآراء و المشاركات والرسائل المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر المجموعة وادارتها  


 

  
| جديد المواضيع | :
 

صفحة القروب على تويترمدونة المجموعة


 
  | احصائيات المجموعة

|  الذين يقرؤون رسائلنا الآن : المتواجدون حاليا في موقع مجموعة الجوف البريدية  |  Free counter and web stats

 

قروب نار الحب

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق